تصنيفات

الأحد، 26 مارس 2017

مضاد للضجر..


نتوارى هناك خلف حكايانا ننقشها على أديم الزمن، تنوء بحملها الذاكرة حيث مستقرها الآمن.
قال: لم نعد نحكي لأن الآذان لم تعد تصغي .. كل من تشاركه قصتك ظنّ انك تبحث عن المواساة فيعرض عنك، لا يدري أنك تنسج اريحية وتغزل حميمية بتلك الذكريات.
تشوهت الحكايا بالمغامرات الفاترة، يبنون منصات لها تروي ابتذال التجربة ومهاد الحلم، لا يدعونها تنضج وتختمر حتى تتعالق في انسجة القلب وتصّدقها الفعال.
كانت الأمهات تحنك الأبناء بالحكايا،  يقدحوا بها زند المراجل، فيتكئ الطفل على مشاعرها الحانية حائكة للصبي أردية الخيال، وحين يصبح فتيا يحلق بجناحيه في سماء الحياة عاليا.
لن تدرك إلا بعد فوات الأوان - ربما - أن الإنصات للمحنّكين ارتواء بالأمل ومضاد لليأس، يهز روحك ويعيذك من آثار الخيبات وضجر الأيام وتقلب الأحوال.
عندما تنصت لحكايا ستيني فأنت تستند لجذع عميق الجذور، انهكته الرياح والعراء والأمطار، لكنه أثمر يانعا ولا زال يحكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق