تصنيفات

الأحد، 6 أبريل 2014

6 أبريل: مراجعة لمسار الثورة والهروب من أخطاء التاريخ


الحدث الأزوادي – خاص
ثلاثة أشهر وبضعة أيام كانت كافية لتحرير كافة التراب الأزوادي من المحتل المالي بحسب بيانات الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومن بعدها لم تعد الأرض أرض ولا السماء سماء.
ففي يوم الثلاثاء السابع عشر من يناير 2012م انطلقت “شرارة التحرير” من كيدال وكانت مدينة “منكا” (300كم) جنوب شرق كيدال هي التالية وفي يوم الجمعة السادس من أبريل 2012م كانت “غاو” على موعد مع بيان الإستقلال الذي دعا فيه أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد المجتمع الدولي إلى الإعتراف بأزواد دولة مستقلة دون تأخير.

ترحيب بالإستقلال
الحراك المسلح قابله تفاعل على الأرض بعد توالي سيطرة جيش “التحرير الوطني الأزوادي” على المدن وهروب الميليشيات المالية وعلى سبيل الذكر لا الحصر “في التاسع عشر من مارس 2012م انضم برلمانيون عن تينبتكو إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد” و”قدّم السيد مولاي عبد الملك حيدره بيانا صرّح فيه بانضمام عرب أزواد إلى الحركة الوطنية” وفي “الحادي والعشرين من مارس 2012م أعلن 63 مسؤولا و28 ضابطا انشقاقهم وانضمامهم للحراك الثوري”.

إنقلاب في مالي
أدى قوة التحرك الأزوادي وسرعة حسمه إلى بلوغ الأحداث ذروتها في مارس 2012م، فمطلع مارس شهد هجوما لجنود الحركة الوطنية على ثكنة عسكرية مالية قرب تينبكتو وكسب قوى الثورة لمعركة “تيساليت” وانسحاب قوات العقيد (الهجي أغ غامو) والعقيد (ولد مايدو) من منطقة أجلهوك والعقيد (جيجيبي) من منكا وفشل محاولتهم فك الحصار على قاعدة “أمشاش” وفي السابع من مارس كان بدء تحرير قوات الحركة الوطنية تحرير “أمشاش” وهروب آمرها في العقيد “قويتا” في التاسع من مارس وإعلان الحركة سقوط “أمشاش” في الحادي عشر من مارس 2012م بعد شهر من الحصار.
ولم تتوقف المكاسب العسكرية عند ذلك ففي آخر شهر “مارس” وتحديدا في الثاني والعشرين منه سقطت مدينة “انفيف” التي تحتضن قاعدة عسكرية للجيش المالي على الطريق الرابط بين غاو وكيدال.
مسلسل الإنقلاب ابتدأ في الحادي والعشرين مارس 2012م حين عمل وزير الدفاع “ساديو غاساما” جاهداً على احتواء أجواء الاحتقان في الجيش المالي لكنه طرد من القاعدة العسكرية، وفي الثاني والعشرين من مارس طوّق المبنى الرئاسي واعتقل عدد من الوزراء ومباني اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مدينة باماكو اقتحمها عسكريون من الجيش المالي وقال متحدث باسم المتمردين عبرها أنه يعلن عن إنهاء حكم الرئيس أمادو توماني توري مؤكدا على نية الجنود تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة وتعيين النقيب “أمادو سانوغو” لتولي رئاسة هيئة جديدة أطلق عليها اسم “اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية وإعمار الدولة”.

الترحيب ببيان الإستقلال
قوبل البيان بترحيب على الأرض فتوالت التهاني والتبريكات والمواقف المرحبة، فعلماء ودعاة مدينة غاو دعوا إلى دعم أزواد
في العاشر من نيسان/أبريل 2012م، وقبائل كنته في بيان لها هنأت الشعب وأعلنت دعمها للحركة في الثاني عشر من أبريل 2012م، وجماهير حاشدة حضرت في ميدان الإستقلال في غـــــاو دعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة أزواد في السادس عشر من أبريل 2012م، وشيخ قبائل أضاغ/ انتالا أغ الطاهر يؤيد استقلال أزواد في السادس عشر من أبريل 2012م، وشيخ القبائل الكنتية الأزوادية “الشيخ باب سيدي المختار” يدعو العالم للاعتراف بدولة أزواد في السابع عشر من أبريل 2012م، والملتقى العام لعلماء ووجهاء وأعيان الشعب الأزوادي المجتمعين في “غاو” برئاسة “الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين” في الفترة من  25 إلى26 أبريل 2012م.

مجمل ردود الفعل الدولية
في خضم الأحداث وقبل إعلان الاستقلال كان يوم الثلاثاء السابع من فبراير 2012م حيث تحدّث وزير خارجية فرنسا “ألان جوبيه” أمام مجلس الشيوخ الفرنسي وبين فيه إدراكه للحقائق الميدانية بأزواد داعيا إلى حل نهائي للقضية، والحركة الوطنية لتحرير أزواد أكدت ترحيبها بالحل لكن فرنسا عجّلت بالرفض لإعلان الإستقلال عبر بيان وزارتها الخارجية.
موريتانيا الجارة رفضت في بيان صحفي مقتضب الإعلان، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي رفضت “قيام وطن مستقل في شمال مالي”، والخارجية المغربية أكدت أن إعلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد استقلال منطقة شمال مالي “أمر غير مقبول البتة بالنسبة للرباط”، كما رفضت الحكومة المالية بشكل “تام” إعلان تحالف من متمردين طوارق دولة إسلامية في إقليم أزواد شمالي البلاد.

تحالفات على الأرض
لم يكن إعلان الإستقلال هانئا للحركة الوطنية لتحرير أزواد فبادرت بتوقيع إتفاق مبدئي مع الفصيل الإسلامي الأزوادي جماعة أنصار الدين التي يقودها “إياد أغ غالي” في غاو في الرابع من يونيو 2012م رغم انتشار أنباء حينها عن وصول “إياد أغ غالي” إلى المدينة وإنزاله راية الحركة الوطنية.

تشكيل المجلس الإنتقالي
أنشئ في السابع من “يونيو” مجلس إنتقالي لدولة أزواد مكون من 28 عضوا، ترأسه بلال أغ الشريف ينوبه “مهمدو جيري ميقا” وكلف بأمانة الرئاسة “محمود أغ غالي” وكلف بالعلاقات الخارجية والتعاون الدولي حينها “حاما أغ محمود”.

نشوب الخلاف على “الراية”
شهد الخامس من يونيو احتكاك حراك نسوي بعناصر من “أنصار الدين” كانت بمثابة الدخان الذي أعلن “تعارض” برنامج الفصيلين الموقعين على اتفاقية للتعاون.
ولم يكن للقاعدة أن تختفي بعد ذلك، ففي الثالث عشر من يونيو حدثت مشاداة بين عناصر من القاعدة وجنود من الحركة الوطنية لتحرير أزواد على خلفية نزعهم للراية “الأزوادية”.
وكان الهجوم على مقر المجلس الانتقالي لدولة أزواد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من يونيو 2012م نهاية الحديث عن التسوية مع عناصر القاعدة والفصائل المتعاطفة معها من الأزواديين.

رفض وجود المسلحين غير “الأزواديين”
مع إعلان بيان الاستقلال كانت البيانات المرحبة به تشجب في الوقت نفسه وجود القاعدة التي كانت تترقب فرصة “التمكين لإمارتها”، فشيخ قبائل أضغاغ/ انتالا أغ الطاهر في السادس عشر من أبريل 2012م طالب برحيل الجماعات الإرهابية عن أزواد كما رحب بالاستقلال.
وفي 17 من يوليو أعلن المجلس الانتقالي الأزوادي محاربة الجماعات الإرهابية في أزواد.
بعدها شهدت عدة جبهات سجالا ومواجهات كالتي حدثت في منطقة تغارنغبوت قرب أنسونغو، وفي منطقة منكا مع حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

مؤتمر “تين تظواتين”
مع نهاية 2012م أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد اتفاقها مع الجانب المالي والقبول بالجلوس على طاولة الحوار للبحث عن حل نهائي للصراع ووقف الأعمال العدائية بين الجانبين ووضع حد لجميع أشكال العنف ضد المدنيين.
وفي مطلع يناير 2013م عقدت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في “تين تظواتين” مؤتمرا بحضور أمين مجلسها الانتقالي “بلال أغ الشريف” بمشاركة وفد من جماعة أنصار الدين يرأسه “العباس أق انتالا” وذلك لبحث التطورات العسكرية وإمكانية تعزيز نقاط الالتقاء بين الحركة الوطنية وجماعة أنصار الدين, وتحديد موقف منسجم من التدخل العسكري الذي تخطط له مجموعة الإيكواس حينها.
  
التدخل الفرنسي
أدى زحف مقاتلي حركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين جنوبا نحو العاصمة باماكو ما استدعى تنسيقا فرنسيا سريعا للتدخل البري المدعوم بقوات جوية.
وكان إعلان حركتي التوحيد والجهاد وأنصار الدين سيطرتهم الكاملة على بلدة “كونا” أدى إلى استصدار فرنسا لقرار من الأمم المتحدة يقضي بنشر قوة بقيادة أفريقية دعما للقوات المالية.

اتفاقية واغاداغوا
البحث عن أرضية للجلوس على طاولة الحوار أدت بطرفي النزاع إلى “واغاداغو” حيث جرت المفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الثورية الأزوادية التي وحدت جهازها المفاوض، في 8 من يوليو 2013م بوساطة من بوركينافاسو ومتابعة وإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد كانت تهدف المفاوضات إلى تمكين الحكومة المالية من استعادة السيطرة على “كيدال” لتنظيم الانتخابات الرئاسية المالية، فيما كانت الحركات تطالب بإيجاد حل جذري لأزمة أزواد، قبل السماح للجيش المالي بدخول المدينة.
الاتفاق تم تعليقه من قبل الحركات الأزوادية في سبتمبر 2013م بعد خروقات قام بها الجيش المالي. ورغم ذلك لم تتوقف محاولات البحث عن تسوية للنزاع وتوحيد الفصائل الأزوادية.

تواصل التحركات 
مساعي الحركة الوطنية لتحرير أزواد متواصلة على الصعيد القبلي والحركي، إذ يعود شهر مارس في 2014م ليكون ماراثونيا بتحركات الأمين العام للحركة الوطنية فبعد إيقاف مسلسل التفاوض مع باماكو فاجأ المراقبين بزيارة وفد رفيع المستوى إلى روسيا ثم رعاية ملتقى للحركات الأزوادية في إيطاليا وأخيرا إلى النيجر حيث التأم شمل قبائل الأزواديين، ليدشن بعدها في الثاني من إبريل 2014م صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مؤخرا لمزيد من التواصل وتوسيع القاعدة الشعبية للحركة “أيها الشعب الأزوادي الكريم: إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد ملتزمة بخطها السياسي لغاية إيجاد حل سياسي عادل نهائي يلبي طموحات الشعب الأزوادي، ومتفق عليه بين الأزواديين وحكومة باماكو عبر مفاوضات جادة من خلال الوساطة الدولية والإقليمية، وأن تتم هذه المفاوضات بين أطراف النزاع الحقيقيين.”

المصدر: الحدث الأزوادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق