تصنيفات

الاثنين، 7 أبريل 2014

الأزواديات: حناجر لها أثر الخناجر .. تصنعن التاريخ وتغيرن الخارطة


الحدث الأزوادي – خاص

تبقى القضية الأزوادية رهينة سياسيا لإرادات متعددة لكنها قضية ثابتة راسخة غير قابلة للمحو ولا التبديل في قاموس الأزواديات.
في 28 من نوفمبر الماضي كانت التغاريد تزف شعار (أزواد / مالي نو) بحماسة فتيات في ريعان الصبا والدلال وبحة حناجر الأمهات ومسنات يتكئن على سنين عركتها الصحراء والسنون، مظاهرة داهمتها أعيرة نارية من قبل جنود ماليين تحاول قمع حراك ثوري في ساحة كيدال.
دماء “عيشة ولت محمدين” التي قضت في تلك الحادثة متأثرة بإصابتها، ارتوت منها الرمال لتبقى شاهدا عصيا على الزوال في ذاكرة أجيال تناضل من أجل حريتها واستقلالها.دم الأمهات
غير بعيد عن تلك الساحة كانت تقف “أمينتو ولت بيبي” تشرح لنشطاء كيف نجت من تلك الحادثة التي كانت تستهدفها كما تستهدف أرواح الأبرياء الثائرين لعزتهم وكرامتهم.
إنهن يثبتن تجاوزهن الدور التقليدي للمرأة في الأزمات، فالراية الأزوادية صنعت أول مرة من مقتنياتهن الشخصية، يلقن أبناءهن في المهد معاني “اساسيو” و”تانمناك” و”ترها” و”أزواد”، بالإضافة إلى تنظيمهن الاعتصامات المتتالية تخليدا لقائد أو ذكرى ملحمة خالدة، يقرأن بيانات الصمود من ثكنات اللجوء، كما ينلن نصيبهن من التهجير القسري والسجن والإستهداف.
نينا ولت انتالو وقانة ولت الحسيني وعائشة ولت سيدي وأمينتو ولت بيبي وبكدي ولت أبراهيم وغيشة ولت موسى وناسي ولت انانا وأخريات يسجلن مواقفهن أمام العالم نيابة عن الأمهات اللاتي يكافحن من أجل مستقبل أبنائهن مستلهمين روح “تينهينان” التي ألهبت التاريخ بدولتها وجمالها ونبلها الآسر.
من يتذكر صوت كيدال حيث كانت أصواتهن تنساب عبر الأثير تبحث عن تصحيح المفاهيم الثورية كما تستغل المناسبات للإبانة عن موقفهن مما يحدث، أمينتو ولت بيبي كانت تقول: “المعولون على مالي نظرتهم ضيقة إننا نرتبط بشهدائنا ونستلهم دعواتهم”، وولت ابراهيم بكدي قالت يوما: “لم نعد نقبل بمالي، وديكتاتوريتها ستغادرنا إلى الأبد”، وغيشة ولت موسى كانت تقف وسط المتظاهرين تصرح قائلة: “استعمرتنا مالي وجثمت على صدورنا منذ ولادتنا”.
الأزواديات يعبّرن عن هاجس لا يتوقف، عن حراسة أحلام أبناء الصحراء وأرواح المجاهدين، وأصوات تنادي بالانعتاق من حيل السياسات وإصرار على نواميس الحرية في “تينيري” وأينما حل الأزوادي.
المصدر: الحدث الأزوادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق