السبت، 12 أكتوبر 2013

في الحج.. دموع وذكريات لا تنسى

عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
قصص وذكريات الحجاج لا تنتهي ولكل منهم ذاكرة تاريخ، فمن “قرغيزستان” إلى “البوسنة والهرسك” مرورا بـ”تونس” ووصولا إلى “غينيا”، مواقف مع الحج تحدث لـ(عكاظ) عنها بعض ضيوف ندوة الحج الكبرى، إذ كانت الوجهة واحدة والمشاعر متقاربة والتجارب متباينة.
بداية لخص سعد وقاص قصته مع رحلة الحج الأولى قائلا: “كان القدوم برا بالحافلات، عابرين أوزبكستان، تركمانستان، إيران، سوريا، عمان، رحلة دامت 20 يوما ثم بعدها اضطررنا لمقاساة ظروف المعيشة عقب الوصول، فكنا ننام في الباصات ونأكل فيها، لكننا كنا نصلي في المسجد النبوي، وهذا العام هو قدومي الرابع، واليوم يصل حجاج قرغيزستان عبر الطائرات والحمد لله”.
وأضاف “حين استقلت قرغيزستان عن روسيا في 1991م، كان لدينا 27 مسجدا، ومدرسة واحدة، وكما يقال لم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، هكذا كانت أوضاعنا، لكننا اليوم في الجمهورية لدينا سبعة آلاف مسجد و65 مدرسة وسبعة معاهد إسلامية وجامعة إسلامية وهذه نعمة كبيرة”.
ويقول حكيم ذو الفقار إن قدومه الأول كان في عام 2001م، مضيفا “حينما أتذكر مواقف تلك الرحلة، تبقى “وقفة عرفة” هي المشهد الذي لا يغيب، حينها كنا نقف دون شعور بالتعب ملتجئين لله ندعو لأنفسنا وأهلينا ونرجو الخير للمسلمين، لأننا تعرفنا على الإسلام متأخرين بسبب الاستعمار الذي استمر أكثر من 70سنة ما كان له أثره في عدم مجيئنا مبكرا للحج، لكن أشواقنا عادت بعد نيلنا الاستقلال وانتشار حرية التدين وتعلمنا الدين وشعائر الإسلام”.
من جانبهما أبدى سعد وحكيم انبهارهما بكل هذا التطور، وأكدا أن ما تم ببيت الله الحرام شيء لا يوصف وتثاب عليه القيادة السعودية، حيث يعتبر سعد أن رحلة الحج هي رحلة التركيز على الذات وتغييرها نحو الأفضل.
ومن مدينة “توزلا” شرق شمال البوسنة تهيأ د. عثمان غوزلتش للحج، وقد انتشلته دعوة وزارة الحج من أعباء حياته الشخصية ليتجه للبقاع المقدسة، مبينا أن “البكاء من شدة الفرح” هو أصدق وأبسط طريقة للتعبير عن شعورهم عند رؤية البيت، وهو ما عايشه حينما وصل إلى العاصمة المقدسة، مردفا “تكاتف المصلين في الحرم وتنوع أجناسهم يكسبنا صفة الاعتزاز بالإسلام، فنحن نتعلم كثيرا ونحاول تقديم بعض المقترحات لإخواننا هنا في السعودية بما يؤدي إلى تسهيل الحج، كما أن دورنا لا ينتهي عند هذه اللقاءات، لكننا سننقل كل تلك النتائج والتوصيات إلى بلادنا لتوعية من يبتغون التوجه إلى الحج”.

وروى المفتش في التعليم الثانوي وخريج جامعة الزيتونة عز الدين النهدي، من تونس، قصته: “كنت في كل صلاة حين أنظر إلى القبلة أعتبرها حجا نفسيا وأدعو الله أن يأتي بالحج البدني، والحمد لله هذه حجتي الأولى”، مبينا أن كل كل تونسي ينوي التوجه للحج أو العمرة ولكن هناك ارتفاع التكاليف، ويكاد يستحيل الحج على المواطن المتوسط إلا بتوفيق من الله، بالإضافة لظروف المعيشة الصعبة وظروف العمل وطبيعة المجتمعات المغاربية التي تفرض على الإنسان معدلا معينا من الدراسة والعمل والمشاغل والمصاريف ربما تحبسه عن التفكير في الحج إلا بما يشبه المعجزة.
ويرى محمد بشير جابي أنه قبل ثلاثين عاما حين كان لا يزال دارسا بمعهد بالجامعة الإسلامية، وتحديدا في الثمانينات، كانت الأمور بدائية، ولم تفلت من ذاكرته صورة مأساوية ارتبطت بالحج، عندما قال: “كانت الواقعة لامرأة سقطت في الجمرات، وأنا لا أستطيع إنقاذها، فكانت دموعي تسابق نزيف دمها، كان الحجاج المتسببون في الواقعة مجموعة متماسكة يكتسحون كل من أمامهم بقوتهم، ويظنون أن هذا جهاد، فيفسدون أعمالهم من حيث لا يشعرون”.
إلى ذلك يقول مدير المركز الإسلامي في كوناكري العاصمة محمد: “يلزمنا التغيير في سلوكيات الحاج، من حيث تعريفه بالواجب وبالأهم”.
وأردف “لا يزال البعض يفهمون من استطاع إليه سبيلا أن المقصود به القوة البدنية كما يلزمنا تنشيط مبدأ فلم يرفث ولم يفسق، خصوصا أن إيذاء المسلم قد يبطل العمل من حيث لا يشعر الحاج”.

عكاظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ايقونة الرجال

أقل من مائة صفحة شكلت عملا رياديا يوثق مهجر الفلسطينيين منذ عام ١٩٦٣م، بل هي أيقونة أدبية رمزية تتوالد منها تفسيرات وتأويلات على هامش...