‏إظهار الرسائل ذات التسميات تغطيات ومواد صحفية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تغطيات ومواد صحفية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 7 أبريل 2014

الأزواديات: حناجر لها أثر الخناجر .. تصنعن التاريخ وتغيرن الخارطة


الحدث الأزوادي – خاص

تبقى القضية الأزوادية رهينة سياسيا لإرادات متعددة لكنها قضية ثابتة راسخة غير قابلة للمحو ولا التبديل في قاموس الأزواديات.
في 28 من نوفمبر الماضي كانت التغاريد تزف شعار (أزواد / مالي نو) بحماسة فتيات في ريعان الصبا والدلال وبحة حناجر الأمهات ومسنات يتكئن على سنين عركتها الصحراء والسنون، مظاهرة داهمتها أعيرة نارية من قبل جنود ماليين تحاول قمع حراك ثوري في ساحة كيدال.
دماء “عيشة ولت محمدين” التي قضت في تلك الحادثة متأثرة بإصابتها، ارتوت منها الرمال لتبقى شاهدا عصيا على الزوال في ذاكرة أجيال تناضل من أجل حريتها واستقلالها.دم الأمهات
غير بعيد عن تلك الساحة كانت تقف “أمينتو ولت بيبي” تشرح لنشطاء كيف نجت من تلك الحادثة التي كانت تستهدفها كما تستهدف أرواح الأبرياء الثائرين لعزتهم وكرامتهم.
إنهن يثبتن تجاوزهن الدور التقليدي للمرأة في الأزمات، فالراية الأزوادية صنعت أول مرة من مقتنياتهن الشخصية، يلقن أبناءهن في المهد معاني “اساسيو” و”تانمناك” و”ترها” و”أزواد”، بالإضافة إلى تنظيمهن الاعتصامات المتتالية تخليدا لقائد أو ذكرى ملحمة خالدة، يقرأن بيانات الصمود من ثكنات اللجوء، كما ينلن نصيبهن من التهجير القسري والسجن والإستهداف.
نينا ولت انتالو وقانة ولت الحسيني وعائشة ولت سيدي وأمينتو ولت بيبي وبكدي ولت أبراهيم وغيشة ولت موسى وناسي ولت انانا وأخريات يسجلن مواقفهن أمام العالم نيابة عن الأمهات اللاتي يكافحن من أجل مستقبل أبنائهن مستلهمين روح “تينهينان” التي ألهبت التاريخ بدولتها وجمالها ونبلها الآسر.
من يتذكر صوت كيدال حيث كانت أصواتهن تنساب عبر الأثير تبحث عن تصحيح المفاهيم الثورية كما تستغل المناسبات للإبانة عن موقفهن مما يحدث، أمينتو ولت بيبي كانت تقول: “المعولون على مالي نظرتهم ضيقة إننا نرتبط بشهدائنا ونستلهم دعواتهم”، وولت ابراهيم بكدي قالت يوما: “لم نعد نقبل بمالي، وديكتاتوريتها ستغادرنا إلى الأبد”، وغيشة ولت موسى كانت تقف وسط المتظاهرين تصرح قائلة: “استعمرتنا مالي وجثمت على صدورنا منذ ولادتنا”.
الأزواديات يعبّرن عن هاجس لا يتوقف، عن حراسة أحلام أبناء الصحراء وأرواح المجاهدين، وأصوات تنادي بالانعتاق من حيل السياسات وإصرار على نواميس الحرية في “تينيري” وأينما حل الأزوادي.
المصدر: الحدث الأزوادي

الأحد، 6 أبريل 2014

6 أبريل: مراجعة لمسار الثورة والهروب من أخطاء التاريخ


الحدث الأزوادي – خاص
ثلاثة أشهر وبضعة أيام كانت كافية لتحرير كافة التراب الأزوادي من المحتل المالي بحسب بيانات الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومن بعدها لم تعد الأرض أرض ولا السماء سماء.
ففي يوم الثلاثاء السابع عشر من يناير 2012م انطلقت “شرارة التحرير” من كيدال وكانت مدينة “منكا” (300كم) جنوب شرق كيدال هي التالية وفي يوم الجمعة السادس من أبريل 2012م كانت “غاو” على موعد مع بيان الإستقلال الذي دعا فيه أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد المجتمع الدولي إلى الإعتراف بأزواد دولة مستقلة دون تأخير.

ترحيب بالإستقلال
الحراك المسلح قابله تفاعل على الأرض بعد توالي سيطرة جيش “التحرير الوطني الأزوادي” على المدن وهروب الميليشيات المالية وعلى سبيل الذكر لا الحصر “في التاسع عشر من مارس 2012م انضم برلمانيون عن تينبتكو إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد” و”قدّم السيد مولاي عبد الملك حيدره بيانا صرّح فيه بانضمام عرب أزواد إلى الحركة الوطنية” وفي “الحادي والعشرين من مارس 2012م أعلن 63 مسؤولا و28 ضابطا انشقاقهم وانضمامهم للحراك الثوري”.

إنقلاب في مالي
أدى قوة التحرك الأزوادي وسرعة حسمه إلى بلوغ الأحداث ذروتها في مارس 2012م، فمطلع مارس شهد هجوما لجنود الحركة الوطنية على ثكنة عسكرية مالية قرب تينبكتو وكسب قوى الثورة لمعركة “تيساليت” وانسحاب قوات العقيد (الهجي أغ غامو) والعقيد (ولد مايدو) من منطقة أجلهوك والعقيد (جيجيبي) من منكا وفشل محاولتهم فك الحصار على قاعدة “أمشاش” وفي السابع من مارس كان بدء تحرير قوات الحركة الوطنية تحرير “أمشاش” وهروب آمرها في العقيد “قويتا” في التاسع من مارس وإعلان الحركة سقوط “أمشاش” في الحادي عشر من مارس 2012م بعد شهر من الحصار.
ولم تتوقف المكاسب العسكرية عند ذلك ففي آخر شهر “مارس” وتحديدا في الثاني والعشرين منه سقطت مدينة “انفيف” التي تحتضن قاعدة عسكرية للجيش المالي على الطريق الرابط بين غاو وكيدال.
مسلسل الإنقلاب ابتدأ في الحادي والعشرين مارس 2012م حين عمل وزير الدفاع “ساديو غاساما” جاهداً على احتواء أجواء الاحتقان في الجيش المالي لكنه طرد من القاعدة العسكرية، وفي الثاني والعشرين من مارس طوّق المبنى الرئاسي واعتقل عدد من الوزراء ومباني اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مدينة باماكو اقتحمها عسكريون من الجيش المالي وقال متحدث باسم المتمردين عبرها أنه يعلن عن إنهاء حكم الرئيس أمادو توماني توري مؤكدا على نية الجنود تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة وتعيين النقيب “أمادو سانوغو” لتولي رئاسة هيئة جديدة أطلق عليها اسم “اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية وإعمار الدولة”.

الترحيب ببيان الإستقلال
قوبل البيان بترحيب على الأرض فتوالت التهاني والتبريكات والمواقف المرحبة، فعلماء ودعاة مدينة غاو دعوا إلى دعم أزواد
في العاشر من نيسان/أبريل 2012م، وقبائل كنته في بيان لها هنأت الشعب وأعلنت دعمها للحركة في الثاني عشر من أبريل 2012م، وجماهير حاشدة حضرت في ميدان الإستقلال في غـــــاو دعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة أزواد في السادس عشر من أبريل 2012م، وشيخ قبائل أضاغ/ انتالا أغ الطاهر يؤيد استقلال أزواد في السادس عشر من أبريل 2012م، وشيخ القبائل الكنتية الأزوادية “الشيخ باب سيدي المختار” يدعو العالم للاعتراف بدولة أزواد في السابع عشر من أبريل 2012م، والملتقى العام لعلماء ووجهاء وأعيان الشعب الأزوادي المجتمعين في “غاو” برئاسة “الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين” في الفترة من  25 إلى26 أبريل 2012م.

مجمل ردود الفعل الدولية
في خضم الأحداث وقبل إعلان الاستقلال كان يوم الثلاثاء السابع من فبراير 2012م حيث تحدّث وزير خارجية فرنسا “ألان جوبيه” أمام مجلس الشيوخ الفرنسي وبين فيه إدراكه للحقائق الميدانية بأزواد داعيا إلى حل نهائي للقضية، والحركة الوطنية لتحرير أزواد أكدت ترحيبها بالحل لكن فرنسا عجّلت بالرفض لإعلان الإستقلال عبر بيان وزارتها الخارجية.
موريتانيا الجارة رفضت في بيان صحفي مقتضب الإعلان، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي رفضت “قيام وطن مستقل في شمال مالي”، والخارجية المغربية أكدت أن إعلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد استقلال منطقة شمال مالي “أمر غير مقبول البتة بالنسبة للرباط”، كما رفضت الحكومة المالية بشكل “تام” إعلان تحالف من متمردين طوارق دولة إسلامية في إقليم أزواد شمالي البلاد.

تحالفات على الأرض
لم يكن إعلان الإستقلال هانئا للحركة الوطنية لتحرير أزواد فبادرت بتوقيع إتفاق مبدئي مع الفصيل الإسلامي الأزوادي جماعة أنصار الدين التي يقودها “إياد أغ غالي” في غاو في الرابع من يونيو 2012م رغم انتشار أنباء حينها عن وصول “إياد أغ غالي” إلى المدينة وإنزاله راية الحركة الوطنية.

تشكيل المجلس الإنتقالي
أنشئ في السابع من “يونيو” مجلس إنتقالي لدولة أزواد مكون من 28 عضوا، ترأسه بلال أغ الشريف ينوبه “مهمدو جيري ميقا” وكلف بأمانة الرئاسة “محمود أغ غالي” وكلف بالعلاقات الخارجية والتعاون الدولي حينها “حاما أغ محمود”.

نشوب الخلاف على “الراية”
شهد الخامس من يونيو احتكاك حراك نسوي بعناصر من “أنصار الدين” كانت بمثابة الدخان الذي أعلن “تعارض” برنامج الفصيلين الموقعين على اتفاقية للتعاون.
ولم يكن للقاعدة أن تختفي بعد ذلك، ففي الثالث عشر من يونيو حدثت مشاداة بين عناصر من القاعدة وجنود من الحركة الوطنية لتحرير أزواد على خلفية نزعهم للراية “الأزوادية”.
وكان الهجوم على مقر المجلس الانتقالي لدولة أزواد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من يونيو 2012م نهاية الحديث عن التسوية مع عناصر القاعدة والفصائل المتعاطفة معها من الأزواديين.

رفض وجود المسلحين غير “الأزواديين”
مع إعلان بيان الاستقلال كانت البيانات المرحبة به تشجب في الوقت نفسه وجود القاعدة التي كانت تترقب فرصة “التمكين لإمارتها”، فشيخ قبائل أضغاغ/ انتالا أغ الطاهر في السادس عشر من أبريل 2012م طالب برحيل الجماعات الإرهابية عن أزواد كما رحب بالاستقلال.
وفي 17 من يوليو أعلن المجلس الانتقالي الأزوادي محاربة الجماعات الإرهابية في أزواد.
بعدها شهدت عدة جبهات سجالا ومواجهات كالتي حدثت في منطقة تغارنغبوت قرب أنسونغو، وفي منطقة منكا مع حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

مؤتمر “تين تظواتين”
مع نهاية 2012م أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد اتفاقها مع الجانب المالي والقبول بالجلوس على طاولة الحوار للبحث عن حل نهائي للصراع ووقف الأعمال العدائية بين الجانبين ووضع حد لجميع أشكال العنف ضد المدنيين.
وفي مطلع يناير 2013م عقدت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في “تين تظواتين” مؤتمرا بحضور أمين مجلسها الانتقالي “بلال أغ الشريف” بمشاركة وفد من جماعة أنصار الدين يرأسه “العباس أق انتالا” وذلك لبحث التطورات العسكرية وإمكانية تعزيز نقاط الالتقاء بين الحركة الوطنية وجماعة أنصار الدين, وتحديد موقف منسجم من التدخل العسكري الذي تخطط له مجموعة الإيكواس حينها.
  
التدخل الفرنسي
أدى زحف مقاتلي حركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين جنوبا نحو العاصمة باماكو ما استدعى تنسيقا فرنسيا سريعا للتدخل البري المدعوم بقوات جوية.
وكان إعلان حركتي التوحيد والجهاد وأنصار الدين سيطرتهم الكاملة على بلدة “كونا” أدى إلى استصدار فرنسا لقرار من الأمم المتحدة يقضي بنشر قوة بقيادة أفريقية دعما للقوات المالية.

اتفاقية واغاداغوا
البحث عن أرضية للجلوس على طاولة الحوار أدت بطرفي النزاع إلى “واغاداغو” حيث جرت المفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الثورية الأزوادية التي وحدت جهازها المفاوض، في 8 من يوليو 2013م بوساطة من بوركينافاسو ومتابعة وإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد كانت تهدف المفاوضات إلى تمكين الحكومة المالية من استعادة السيطرة على “كيدال” لتنظيم الانتخابات الرئاسية المالية، فيما كانت الحركات تطالب بإيجاد حل جذري لأزمة أزواد، قبل السماح للجيش المالي بدخول المدينة.
الاتفاق تم تعليقه من قبل الحركات الأزوادية في سبتمبر 2013م بعد خروقات قام بها الجيش المالي. ورغم ذلك لم تتوقف محاولات البحث عن تسوية للنزاع وتوحيد الفصائل الأزوادية.

تواصل التحركات 
مساعي الحركة الوطنية لتحرير أزواد متواصلة على الصعيد القبلي والحركي، إذ يعود شهر مارس في 2014م ليكون ماراثونيا بتحركات الأمين العام للحركة الوطنية فبعد إيقاف مسلسل التفاوض مع باماكو فاجأ المراقبين بزيارة وفد رفيع المستوى إلى روسيا ثم رعاية ملتقى للحركات الأزوادية في إيطاليا وأخيرا إلى النيجر حيث التأم شمل قبائل الأزواديين، ليدشن بعدها في الثاني من إبريل 2014م صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مؤخرا لمزيد من التواصل وتوسيع القاعدة الشعبية للحركة “أيها الشعب الأزوادي الكريم: إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد ملتزمة بخطها السياسي لغاية إيجاد حل سياسي عادل نهائي يلبي طموحات الشعب الأزوادي، ومتفق عليه بين الأزواديين وحكومة باماكو عبر مفاوضات جادة من خلال الوساطة الدولية والإقليمية، وأن تتم هذه المفاوضات بين أطراف النزاع الحقيقيين.”

المصدر: الحدث الأزوادي

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

حجاج يودعون مكة بزيارة غار حراء

 عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
لم تمنع شمس الظهيرة مئات الحجاج من التوافد على جبل النور لزيارة غار حراء وتجربة «رحلة روحانية على أثر الرسول صلى الله عليه وسلم»، كما يقول الحاج الباكستاني غلام أحمد.
حجاج باكستانيون وهنود وأفارقة تقلهم الحافلات أو سيارات الأجرة بأنواعها المختلفة إلى عتبات الجبل بخطوات قد تصل إلى أكثر من 45 دقيقة من الصعود على سلم اسمنتي متفاوت الدرجات.
وأوضح حمد الجابري سائق أجرة بسيارة «انوفا» انه لا زال يواصل نقل الحجاج من الحرم وأحيانا (يتكس) حول مساكن الحجاج بحثا عن أجرة لإيصالهم إلى جبل النور. وبيّن حمد: «وجهتي غالبا للمزارات وهي قليلة وأتجه بهم إلى عرفات أو غار ثور أو حراء».
ويقول نور وهو بائع في محل تحت الجبل «بعد الحج تقل أعداد الحجاج لأن كثيرا منهم غادروا إلى بلدانهم، وقليل من المتبقين يأتون إلى هنا».
كما عبّر الحاج النيجيري آدم عن سعادته بالقدوم إلى هذا المكان، وقال: «سأفتخر بأني صعدت إلى غار حراء، وسأصلي ركعتين في الغار».
ويستعيد رضا رحلته الأولى للجبل، قائلا: «جئت إلى الجبل لوحدي وكانت لحظة لا تنسى حين وطئت قدمي هذا المكان أول مرة، لكني الآن أرافق والدتي لنودع الجبل قبل مغادرتنا مكة» وبيّن أن «المكان له جاذبيته ورغم صعوبة الصعود إلا أن تأثيره على النفس والراحة التي تحصلها تنسيك كل التعب والمشقة».
مجموعة من الشيبان والعجائز يستأنفون رحلة الصعود إلى الجبل ويحرصون على اصطحاب قارورة من المياه وعصا يستندون عليها ومظلة للوقاية من الشمس.
وبيّن تركي الشليل المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حديثه لـ «عكاظ» أن الهيئة تقوم بالإشراف على خمسة مراكز توجيهية تقوم بأدوار التوجيه والإرشاد ونصح الزوار بالطريقة الشرعية لزيارة هذه الأماكن، وتنتشر المراكز في أنحاء مكة ومنها موقع مكتبة مكة، وجبل النور، وجبل ثور، وجبل عرفة، ومسجد الجعرانة.
الجدير بالذكر أن جبل النور يبعد عن الحرم 4 كيلو مترات تقريبا ويرتفع 634م، وغار حراء فجوة بابها نحو الشمال طول 4 أذرع عرضها ذراع وثلاثة أرباع.

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

كاميرات الجوال تسحب البساط من محال التصوير



عبدالرحمن الصالح (بعثة المشاعر المقدسة)
دأب كثير من الحجاج على توثيق رحلتهم إلى الحج عبر أخذ صور جدارية للحرم المكي، والنبوي ، والحجر الأسود، في محال التصوير المنتشرة في أنحاء مكة المكرمة، ونظرا لتزايد استخدام الكاميرا الرقمية وكاميرات الجوالات فإن فلاشات استوديوهات التصوير لم تعد تلفت أنظار الحجاج.
وأبدى عبدالمجيد وهو عامل في أحد المحال التجارية المخصصة للتصوير حسرته على الأيام التي كان الحجاج يقفون صفوفا أمام المحل لالتقاط صور تذكارية قائلا: «لم يعد الإقبال كما كان وأصبح الطلب على الصور ضعيفا للغاية» وعزا قلة الطلب هذا العام إلى انخفاض عدد الحجاج مقارنة بالأعوام السابقة، وحول الصور الجدارية أوضح أن الصور الجدارية تتم منتجتها ببرنامج الفوتشوب بمقاسات مختلفة يختار الحاج من بينها، وتتعدد الأماكن التي يقبل عليها الحجاج كصحن المطاف، الحجر الأسود، خلفية الكعبة مع ساعة الوقف، ومقام إبراهيم. من جهته، قال حاج تركي كان يستلم صورة له مع زوجته بخلفيات متعددة للحرمين: «هذه الصور سأعلقها في البيت كما سأهديها لأبنائي لتزين صدور مجالسهم».

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

مطالبات بتشغيل قطار المشاعر طوال العام


مطالبات بتشغيل قطار المشاعر طوال العام

عبد الرحمن الصالح (بعثة المشاعر المقدسة)
أدت حركة قطار المشاعر وكفاءته العالية في موسم حج هذا العام 1434هـ وإكماله ألفي رحلة بنجاح إلى تزايد الأصوات المطالبة باستغلاله وتشغيله بعد انتهاء أيام الحج سيما في نقل المعتمرين والطلبة والسائحين.
وذكر مجموعة من أهالي مكة المكرمة بأنه يمكن وضع آلية لاستغلال هذا القطار المكلف، ووضعه ضمن خطط النقل المدروسة والمتبعة لطلاب جامعة أم القرى بقسميها أو حتى نقل السياح والمعتمرين من خلاله إلى المشاعر في زياراتهم المستمرة طوال العام.
وبين الأهالي أن تشغيل القطار يؤمن وظائف لأبناء البلد، كما يمكن من فتح أكاديميات خاصة لتعليم الشباب السعودي علوم القطارات وقيادتها وإشاراتها، ما يؤدي إلى توطين مهام التشغيل على المدى البعيد.
من جهته قال الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشرف العام على إدارة المشاريع المركزية بالمشاعر المقدسة، أنه «تم تشغيل القطار قبل ثلاث سنوات ولم يجد إقبالا، وتوصلنا إلى أنه لا جدوى من تشغيل قطار المشاعر بعد انتهاء أيام الحج»، وأضاف أنه بالإمكان دراسة تشغيله إذا ما تم الانتهاء من مشروع قطار الحرمين، وحينها يتم ربط تشغيلهما لتسهيل نقل الحجاج والمعتمرين.
يذكر أن القطار بلغت تكلفة إنشائه نحو 6.7 مليار ريال سعودي، ونفذته الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية، ويتكون جسم القطار من 20 قاطرة، كل منها تسحب 12 عربة بطول 300 متر، وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قل مثيلها في العالم، وقام بنقل 377 ألف حاج في التصعيد والنفرة هذا العام، وللقطار تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث أخرى في مزدلفة وثلاث في منى وجسر الجمرات، كما يعمل في القطار أكثر من 1600 شاب وفتاة يعملون مفوجين ومنظمين لسير الحجيج.

ولدت ثانية بالحج وشعوري تجاه المدينتين المقدستين لا يوصف



عبدالرحمن الصالح (بعثة المشاعر المقدسة)
اعتبر السويسري جوان هيرسوفيت توفيق الله له بأداء مناسك الحج هذا العام ولادة للمرة الثانية في حياته بعد ولادته في أسرة مسلمة.
«جوان» ــ الذي يعمل في مطار جنيف ــ بهره النور الذي يكتسي وجوه أفراد أسرته القادمين من الحج، فكان ذلك بمثابة أول الخيط الذي دله على طريق الإسلام، فاهتم به وقرر خوض التجربة.
التقيناه بعد إتمامه للفريضة فتحدث لـ «عكاظ» معبرا عن شعوره بالحزن كونه سيفتقد الوحدة التي عاشها مع إخوانه المسلمين في أجواء الحج، حين عودته إلى مقر عمله وإقامته في سويسرا، ووصف شعوره تجاه المدينتين المقدستين بقوله: «شعوري تجاههما لا يوصف، فقد لفت نظري في المدينة المنورة هدوؤها، وفي مكة المكرمة عدم تأثر روحانيتها بما فيها من زحام».
وأشاد «جوان» بما لمسه من خدمات في الحج، واعتبر أن أهم جانب تعزز لديه هو «أن دوره كمسلم قوي يستوجب عليه أن يؤدي أدوارا للإسلام والمسلمين، فهناك آلاف المسلمين الضعفاء راهم واحتك بهم في الحج».
وتوقف «جوان» عند جانب سلبي لاحظه في إخوانه الحجاج قائلا: «نظافة الحج مهمة ويجب لفت نظر الحجاج الذين يرمون كل ما يستخدمونه في الشارع مسببين تراكما للنفايات، إلا أن الحج سلوك أيضا كما هو عبادة».
ولأنه قدم لتغيير حياته فقد تمنى «جوان» أمنية علقها بأبواب السماء قائلا: «أرجو من الله أن يقوي إيماني أكثر، فالحياة بين المسلمين تسهل على المسلم القيام بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الشعائر الدينية، وحين أعود أتمنى أن أتمسك بالمواظبة على الأعمال والشعائر الدينية كما كنت هنا وأكثر».
«جوان» أشار إلى أنه حين يعود سيتساءل أصدقاؤه عن إجازته وسيجيبهم بما يثير فضولهم عن الإسلام ويكون سببا في هدايتهم إن شاء الله.

السبت، 19 أكتوبر 2013

الحاج علي محمد: شكرا للقائمين على أمر الحج




عبدالرحمن الصالح (بعثة المشاعر المقدسة)
تنفس الحاج علي محمد من الإسماعيلية، الصعداء وهو يسير بعد عودته من رمي الجمرات، ولسانه يلهج بالشكر والعرفان لكل القائمين على الحج، فـ«لا مشكلات ولا تعب» حسب قوله.
الحاج علي الذي أحيل إلى التقاعد، يقول «الحمد لله، ما إن طلعت على المعاش حتى أكرمني الله بالقدوم لهذا الحج».
ولم يأبه الحاج علي لتكاليف الحج، والتي قد تصل إلى 30 ألف جنيه بما فيها المعيشة وهدايا العودة، مؤكدا «الرحلة تستحق ما يدفع فيها».
ترقب علي محمد انتظار شهرين للدخول ضمن قرعة السياحة، وحصل عليها، وكان قبلها منذ عدة سنين يداوم على التسجيل في جمعيات للهلال الأحمر والداخلية على أمل أن يظهر اسمه في القرعة لكن دون جدوى.
وأوضح علي محمد أن وقفة عرفات هي أجمل موقف مر به، مضيفا أنه شمل الجميع بالدعاء، وخص بالدعاء أهله وأبناءه ومصر.

«إلدار»: أسئلتي عن جدوى الحياة قادتني إلى الإسلام

عبدالرحمن الصالح (بعثة عكاظ - المشاعر المقدسة)
من مدينة «كراسنودار» العاصمة غير الرسمية لجنوب روسيا قدم الحاج «إلدار» أو «أبو تامر» وفيها تعرف على الإسلام وتعلم العربية من خلال المحادثات والاستماع للدروس والعظات.
التقيناه في الطريق إلى الجمرات وهو يتفنن في التقاط الصور لمشعر منى والجمرات قبيل الغروب، وبعربية تمزج اللهجة المصرية بمفردات إنجليزية يقول «إلدار»: «الإسلام اليوم في روسيا أفضل من السنوات السابقة، فالمسلمون اليوم يتلقونه ابنا عن أب».
«إلدار» الذي لم يتعرف على والده يوما، لكنه اجتهد لإقناع والدته في الدخول إلى الإسلام كما اعتنقته عائلته أيضا، قال إن أول مرة سمع فيها عن الإسلام قبل 15 سنة، مبينا أن أسئلته عن الجدوى من الحياة أدت به إلى الإسلام، فقد كان يرى الكون مرتبا فيتساءل: من يديره؟ وكونه مسيحيا سأل القساوسة لكنه لم يجد لديهم سوى الحيرة.
يقول «إلدار»: «لفت نظري لبس مجموعة من الناس في الشارع للثياب البيضاء، فأقبلت عليهم متسائلا عن لبسهم، وكان بينهم نيجيري أجابني: نحن مسلمون، فقلت له: ومن هم المسلمون؟ وما هو الإسلام؟
فقال لي: تعال معنا لتعرف، ففاجأني ترحيبهم ببعضهم واحتضانهم لإخوانهم، وكان ذلك في رمضان».
وعبر عن دهشته حين رأى المسجد بلا صور يقول «إلدار»: «سألت المجموعة: أين ربكم؟ فأجابوني: أن الله فوق السماء وهو يرانا في كل مكان، ويحيطنا بعنايته».
وكشف «إلدار» عن رغبته في تعلم العربية لكن ظروفه تحاصره، وقال: «أنا أعمل 18 ساعة في اليوم، وعائلتي المكونة من 20 فردا أنا الوحيد الذي يعيلهم».
واختتم «إلدار» قائلا: «حين قدمت للحج أول مرة عام 2007م كنت أسير دون فهم للشعيرة، لكن الحمد لله تعلمت كثيرا، وحججت أمي وزوجتي وكل حج إن شاء الله سأقدم أحد أفراد عائلتي».

الخميس، 17 أكتوبر 2013

ضرير يرى الحج لثالث مرة

عبدالرحمن الصالح (بعثة عكاظ ــ المشاعر المقدسة)
لم تمنع ظلمة العين الحاج عبدالمنعم ناجي من أن يتلمس نور الإيمان في المشاعر المقدسة، فبدا وكأنه يرى بوضوح، على الرغم من أنه عايش الظلام منذ اليوم الأول لولادته والذي لم يكن مثل أقرانه يرى العالم للمرة الأولى، فبات يسمع العالم للمرة الأولى.
ويبدو أن ناجي نجح بفضل من الله، في التعايش مع ما ابتلاه الله، مؤكدا أنه «إذا ابتلاك الله فإنه يريد رفع درجتك ويسمع صوتك»، فتحول الأمر إلى شعار يجعله ناجي نبراسا له في الحياة، ليستطيع العيش بأمان مع فقدان البصر، كما سيتقبل قضاء الله وقدره حين أصيب أربعة من إخوانه بالمياه الزرقاء ففقدوا على إثرها البصر.
وعند تخرج عبدالمنعم ناجي من الابتدائية، وجهه بعض مدرسيه لحفظ القرآن فأتم حفظه حين بلغ الـ18، كما انضم لحلقات طلاب العلم لينهل من العلم الشرعي، لتبدأ هذا العام تجهيزات رحلة الحاج «عبدالمنعم» في الثاني من ذي الحجة في مدينة الحديدة في الجزء الغربي من الجمهورية اليمنية، فحصل على «تأشيرة مجاملة» وهي منحة يقدمها السفير أو القنصل لبعض المواطنين.
«عبدالمنعم» أكد لـ«عكاظ» أنه يحج للمرة الثالثة، لكنه يشعر بالفارق الكبير في أجواء الخدمات، سواء على صعيد التنقلات داخل المشاعر المقدسة أو دورات المياه والمخيمات.
وعن معايشته لرحلة الحج بين «عبدالمنعم» أنه «حين يكون الإنسان مع الله والتفكير في مخلوقات الله، لن يبالي بمظاهر الدنيا ولا بأي شيء، فيفرغ نفسه لذكر الله والتكبير، ويخلص النية ليبلغه الله الدرجات العلا في الدنيا والآخرة» ففي الثامنة صباحا من اليوم التاسع من ذي الحج اتجه إلى عرفات، ووصل إلى مزلفة في الثامنة مساء، ثم استقر به المقام في منى ليتم نسكه.
ويوصف «عبدالمنعم» أن «الاطمئنان في النفس، بأن الله تعالى يأخذ منك شيئا ويعوضك بأشياء كثيرة لا تعلمها».

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

«عمر اكسوي».. ربع قرن من مواكبة الحج وتوثيقه


عبدالرحمن الصالح (بعثة عكاظ- المشاعر المقدسة)
في مشعر منى كان المخرج والمصور عمر فاروق اكسوي منهمكا في تصوير مشاهد ضيوف الرحمن أثناء تنقلاتهم في مسارات منى.
وقال اكسوي إنه يحتفظ بصور للحج والمشاعر على مدى ربع قرن، مؤكدا أنه يتعاون مع قنوات عالمية سينمائيا وتلفزيونيا وفوتوغرافيا، كما كشف لـ«عكاظ» جوانب من حياته وقال إنه ولد في اسطنبول، ويعيش في المملكة منذ 32 عاما، وقال «حين جئت من لندن في العام 1981م عملت بمركز أبحاث الحج قرابة أربع سنوات ونصف السنة، ثم انتقلت لجامعة أم القرى، وبعدها عملت في ينبع الصناعية ضمن شركة أمريكية، كما شاركت في تصوير طاش 7 وطاش 8، مع ناصر القصبي وعبدالله السدحان ويوسف الجراح».
وأضاف أنه منذ أكثر من ربع قرن وهو يعمل في تصوير مشاهد الحج وتوثيقها ويعمل في هذا الموسم ضمن طاقم أمانة العاصمة المقدسة «وصورت الحج للـBBC ‎‏ ثلاث سنوات، وسنة مع ناشيونال جيوغرافيك، ومرة مع قناة ديسكفري، كما شاركت ضمن الفيلم الذي يوثق رحلة ابن بطوطة لمكة».
وتابع أن «تصوير الحج من أصعب الأمور لأن فيه ظروفا خاصة فبالإضافة إلى أهمية الرؤية وجمال المنظر فأنت كمصور أيضا مضطر للسير مسافات طويلة تحت لهيب الشمس وحرارتها وضمن جموع من البشر، هذا عدا استيقاف الناس لك وسؤالهم عنك ومن أين أنت وما إلى ذلك، فهناك صعوبات كبيرة تواجه عملنا كمصورين». وتابع اكسوي «قبل خروجي من البيت أقرأ القرآن الكريم، وأحصن نفسي، فذكر الله بلساني وقلبي دعامة أستند إليها دائما وأبدا». وقال اكسوي «كدت أموت اختناقا حين كنت أصور بكاميرات تلفزيونية كبيرة عند جبل الرحمة بعرفات، ومع الازدحام الشديد الذي يعرف به المكان كدت أختنق، لولا عناية الله ورحمته الذي ألهمني صعود صخرة في الجبل لاستنشاق بعض الهواء».

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

عمر رشيدي يعود للحج للمرة 16 على التوالي

عبد الرحمن الصالح (بعثة عكاظ - المشاعر المقدسة)
من زامبونجا في جزيرة مينداناو جنوب الفلبين قدم عمر رشيدي عبدالعزيز على رأس بعثة من 500 شخص، ويتحدث رشيدي اللغة العربية الفصحى بطلاقة ويتذكر مجيئه الأول عام 81م حيث كانت المساكن قليلة والبيوت شعبية.
يقول عمر إنه أول مرة جاء إلى الحج وعمره 18 سنة، وفي مكة المكرمة حظي بفرصة الابتعاث إلى إحدى الدول العربية، بعد طلبه من إحدى الشخصيات الفلبينية الذي صادف وجوده في مكة، وهناك درس في معهد للغة العربية، وكان يطمح لإكمال تعليمه في كلية الشريعة لولا ظروف والدته التي لم تستطع تمويل دراسته، خاصة وأن والده كان قد توفي وهو في السادسة.
وذكر عمر أن تعداد الحجاج الفلبينيين قرابة 5500 حاج، حيث أخذوا جوازات سفرهم من مانيلا وزامبونجا وقدمت إلى السفارة السعودية فتمت إجازتهم للقدوم للحج.
وأوضح أن هذه الحجة تعد رقم 16 على التوالي، موضحا أنه يصطحب معه ابنه الذي يرافقه ليتعلم كيفية الخدمة ويسانده في خدمة 65 حاجا جاءوا معه من جنبو الفلبين، وهو المسؤول عن إعاشتهم والعناية بأحوالهم.

الحاج مصطفى يتذكر حكايته في بطن الغول

عبدالرحمن الصالح (بعثة عكاظ - المشاعر المقدسة)
حين حضر الحاج مصطفى محمد سعيد حمل معه ذكرى حجته الأولى في 1967م، التي لم تغب عن ذاكرته رغم وهن السن وشيب الرأس ومواجع السنين، فقد انطلقت تلك الرحلة من بعلبك إلى عمان وبعدها «معان» ثم انتقلوا إلى الصحراء وإلى قلب منطقة «بطن الغول» وهي المنطقة الواقعة بين معان والمدورة، الواقعة على الحدود السعودية.
يواصل «مصطفى» حديثه «كنا نقول: نحن متجهون لله، ولذا لن يضيعنا، حملتنا كانت تضم 13 شخصا، لكن اقتحام السائق لتلك المنطقة لم يكن موفقا» ويضيف «في بطن الغول غرزنا في الرمال كما فقدنا (العجلة)، ولم ينقذنا من الهلاك سوى الجيش الأردني حين دعمنا بعجلة بديلة».
لم تنته حكايته في تلك الرحلة عند هذا الحد إذ يضيف «لم نتنبه ونحن نعالج تلك المشكلة لبطارية السيارة، إذ لم نرفع أيدينا منها إلا وهي فارغة، وحينها لم ينقذنا سوى وفد من الحجاج السوريين».
دمعات تسكن مآقيه، معبرة عن سيرة من التجارب وتأثر بهذه الرحلة، يقول مصطفى «لا شيء نبتغيه سوى شفاعة الرسول ورضا الله».
ويتابع مصطفى «كنت في الطواف، ولم تحملني قدماي من الإعياء فسقطت، وما إن سقطت حتى حباني الله أناسا مؤمنين، إذ حملني مصري وعراقي وقام رجل الأمن الذي يقف بجانب حجر إسماعيل بمساعدتهما، ورافقني بعد إجلاسي في عربة إلى حيث أمكنني الاتصال برفقائي وتسليمي إليهم».

فتاوى الدعاة وطلاب العلم لا تراعي النواحي النظامية للقضايا الفقهية

عبدالرحمن الصالح (بعثة عكاظ - المشاعر المقدسة )
أجمع عدد من العلماء أن طلبة أهل العلم الذين يتصدون للفتوى يخالفون تعليمات ولي الأمر القاضية بتنظيم الفتوى، لاسيما أن فتاواهم تخرق القوانين التي وضعتها الدولة لتحقيق المصلحة العامة، وأوضحوا لـ «عكاظ» أن ما يدعى بـ «تحفة الحصيف المبتغى لحملة الرصيف» و «ديباجة الحجيج» وغيرهما من الأراجيز والمنظومات التي تخالف القرارات الرسمية المنظمة للحج هدفها التآمر على الأنظمة التي وضعت لمصلحة الإسلام والمسلمين، رأوا أن هؤلاء الطلبة لم يدرسوا أصول الفقه ولا يحق لهم إصدار الفتاوى من الناحية الشرعية، ودعوا إلى وجوب محاسبتهم.
وقال القاضي، وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث «إن لهذه القضية منظورين شكلي وموضوعي وكل منظور يستدعي تعاملا مغايرا عن الآخر، فمن الناحية الشكلية غالبا ما يثار هذا التوجه ممن يحسب على طلبة العلم الشرعي، وبعضهم ليسوا من الفقهاء؛ وإنما من المتخصصين بعلوم شرعية هي من علوم الآلة كمن يتخصص في تفسير القرآن، أو علوم الحديث، أو العقيدة، وهؤلاء لم يدرسوا أصول الفقه وبالتالي لا يحق لهم إصدار الفتاوى من الناحية الشرعية، فضلا عن أنهم يخالفون أمر ولي الأمر في تنظيم الفتوى».
ومن الناحية الموضوعية، أوضح الغيث أن فتوى هؤلاء الطلبة في الحقيقة مردودة عليهم، وتحمل مخالفات كبيرة، وقال «اطلعت قبل فترة وجيزة على فتوى بعض المحسوبين على طلبة العلم اعتبر فيها منع من لا يحمل ترخيص الحج من الصد عن سبيل الله، وهذا في الحقيقة تصعيد للموضوع وأعتبره تطرفا وإرهابا فكريا قد يقود إلى إرهاب فعلي ميداني لأن كلامهم يفتقر إلى مراعاة النواحي النظامية للقضايا الفقهية، و يترتب عليه تبرير المخالفة على كل الأنظمة والقوانين الشرعية المنبثقة عن السياسة الشرعية والمقاصد الشرعية»، ودعا الغيث إلى وجوب محاسبة من يصدر مثل هذه الآراء التبريرية والمضادة لأمر ولي الأمر.
من جهته، قال الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي «إن إقدام بعض المفتين على تقديم فتاوى لخرق الأنظمة التي سنها ولي الأمر خلاف الواجب، لقول الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، بل إن على المفتي أن ينصح المستفتي بأن يسلك المسلك النظامي على ضوء ما نظمه ولي الأمر وحتى لو وجدت مخارج شرعية صحيحة فقد يصح حجه ولكنه يكون عاصيا لولي الأمر وربما يعرض ذلك أمره لبطلان عمله»، وأضاف: أن المفتي بهذا قد يؤثر على الصالح العام فهناك آلاف المستفتين، وإذا كثر المستفتون حول خرق النظام فإن هذا سيؤول إلى فشل التنظيم الذي وضع للحجيج.

السبت، 12 أكتوبر 2013

حلقات العلم تفوح في الرحاب المقدسة

عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
بدت حلقات تعليم القرآن واللغة العربية في رحاب المسجد الحرام، والتي استحدثت مؤخرا من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كمعلَم تربوي لافت.
فهناك مدرس قرآن يستند إلى سارية المسجد، وحوله حلقة من الحجاج يتناوبون «ميكروفونا» لترتيل القرآن غيبا أو من المصحف، فيما المدرس يستمع ليبدأ بالتصحيح وتبيين الخطأ في جو تعليمي تحفه الملائكة.
«أنوار» حاج باكستاني قال بعد إتمامه تسميع آيات من سورة مريم «لقد استمعت إلى الشيخ وأنا أقرأ، وصحح لي كثيرا من الأخطاء، أنا ممتن للشيخ وللقائمين على هذه الحلقات على هذه العناية بالقرآن».
واللافت في هذه الحلقات تزايد إقبال الحجاج عليها بشكل كثيف، ويحرص بعضهم على تعلم الأبجدية العربية عبر دراسة «القاعدة البغدادية».
بالقرب من الحرم وتحت ظلال جدار جسر المشاة المؤدي إلى الدور الثاني في «أجياد» جلس شابان من أبناء مكة أحدهما يحمل لافتة «الطوافة» أو مجموعة الخدمة المدنية والآخر يقف بجواره يستقبل الحجاج، ورغم قيظ الظهيرة إلا أنهما لم يبخلا بابتسامات يصافحان بها الحجاج ويتسللان بها إلى قلوبهم،
يقول طارق شاوي: نعمل منذ ثلاث سنين ضمن طاقم الإرشاد والنظافة والتغذية ونقل العفش وتحميله، مضيفا بعد سؤاله عن مقدار راتبه «راتبي يناهز الألفين وأربعمائة في الموسم». ونحن نتحدث مع «طارق» أقبل أحد الحجاج فتبين لي أن عمل الشابين هو جمع أحذية الحجاج عند دخولهم إلى الحرم وبعد وضعها في كيس قماشي وكتابة اسم الحاج أو تعليق صورته عليها يرتبانها بجانب الجدار ويقفان بجانبها في انتظار عودة الحجاج، ويقول «طارق» إن أصعب ما يواجههما في هذا العمل «حاجز اللغة» وهو ما يسبب غالبا صعوبة في التواصل.
وعند الحاجز الأخير للسيارات في أجياد كان منظر طلاب «مدارس الأهلية» وهم يشيعون الفرح ويسهمون في إبراد لفحات الظهيرة بماء بارد وهدايا يقدمونها للحجاج ضمن نشاط مدرسي يشرف عليه المعلمون المرافقون لهم.
وقال عبدالعزيز عادل رائد النشاط بالمدرسة «لقد شاركنا بعدة فعاليات حول الحرم، فقد أسهم طلابنا في تنظيف الحرم، واستقبال الحجاج عند مراكز التفويج، وكذلك توزيع الهدايا على الحجاج في الفنادق وأماكن سكناهم».
على رصيف الشارع المؤدي إلى الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، كان هناك حاج جزائري، فعبر عن امتنانه وشكره لكل الجهود التي تبذل في ضيافة الحجاج، مبينا أن سكنهم الذي يبعد عن الحرم قرابة الـ 200 متر مريح جدا وعامر بكل الخدمات.
وأوضح أنه كان يترقب ظهور اسمه ضمن القرعة التي تجرى سنويا للحجاج في الجزائر منذ سبع سنين، وبفضل من الله ظهر اسمه هذا العام، مشيرا إلى أن تكلفة الحج تصل إلى ثلاثمائة وثمانون ألف دينار جزائري، بما يعادل 12160ريالا سعوديا.

عكاظ

في الحج.. دموع وذكريات لا تنسى

عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
قصص وذكريات الحجاج لا تنتهي ولكل منهم ذاكرة تاريخ، فمن “قرغيزستان” إلى “البوسنة والهرسك” مرورا بـ”تونس” ووصولا إلى “غينيا”، مواقف مع الحج تحدث لـ(عكاظ) عنها بعض ضيوف ندوة الحج الكبرى، إذ كانت الوجهة واحدة والمشاعر متقاربة والتجارب متباينة.
بداية لخص سعد وقاص قصته مع رحلة الحج الأولى قائلا: “كان القدوم برا بالحافلات، عابرين أوزبكستان، تركمانستان، إيران، سوريا، عمان، رحلة دامت 20 يوما ثم بعدها اضطررنا لمقاساة ظروف المعيشة عقب الوصول، فكنا ننام في الباصات ونأكل فيها، لكننا كنا نصلي في المسجد النبوي، وهذا العام هو قدومي الرابع، واليوم يصل حجاج قرغيزستان عبر الطائرات والحمد لله”.
وأضاف “حين استقلت قرغيزستان عن روسيا في 1991م، كان لدينا 27 مسجدا، ومدرسة واحدة، وكما يقال لم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، هكذا كانت أوضاعنا، لكننا اليوم في الجمهورية لدينا سبعة آلاف مسجد و65 مدرسة وسبعة معاهد إسلامية وجامعة إسلامية وهذه نعمة كبيرة”.
ويقول حكيم ذو الفقار إن قدومه الأول كان في عام 2001م، مضيفا “حينما أتذكر مواقف تلك الرحلة، تبقى “وقفة عرفة” هي المشهد الذي لا يغيب، حينها كنا نقف دون شعور بالتعب ملتجئين لله ندعو لأنفسنا وأهلينا ونرجو الخير للمسلمين، لأننا تعرفنا على الإسلام متأخرين بسبب الاستعمار الذي استمر أكثر من 70سنة ما كان له أثره في عدم مجيئنا مبكرا للحج، لكن أشواقنا عادت بعد نيلنا الاستقلال وانتشار حرية التدين وتعلمنا الدين وشعائر الإسلام”.
من جانبهما أبدى سعد وحكيم انبهارهما بكل هذا التطور، وأكدا أن ما تم ببيت الله الحرام شيء لا يوصف وتثاب عليه القيادة السعودية، حيث يعتبر سعد أن رحلة الحج هي رحلة التركيز على الذات وتغييرها نحو الأفضل.
ومن مدينة “توزلا” شرق شمال البوسنة تهيأ د. عثمان غوزلتش للحج، وقد انتشلته دعوة وزارة الحج من أعباء حياته الشخصية ليتجه للبقاع المقدسة، مبينا أن “البكاء من شدة الفرح” هو أصدق وأبسط طريقة للتعبير عن شعورهم عند رؤية البيت، وهو ما عايشه حينما وصل إلى العاصمة المقدسة، مردفا “تكاتف المصلين في الحرم وتنوع أجناسهم يكسبنا صفة الاعتزاز بالإسلام، فنحن نتعلم كثيرا ونحاول تقديم بعض المقترحات لإخواننا هنا في السعودية بما يؤدي إلى تسهيل الحج، كما أن دورنا لا ينتهي عند هذه اللقاءات، لكننا سننقل كل تلك النتائج والتوصيات إلى بلادنا لتوعية من يبتغون التوجه إلى الحج”.

وروى المفتش في التعليم الثانوي وخريج جامعة الزيتونة عز الدين النهدي، من تونس، قصته: “كنت في كل صلاة حين أنظر إلى القبلة أعتبرها حجا نفسيا وأدعو الله أن يأتي بالحج البدني، والحمد لله هذه حجتي الأولى”، مبينا أن كل كل تونسي ينوي التوجه للحج أو العمرة ولكن هناك ارتفاع التكاليف، ويكاد يستحيل الحج على المواطن المتوسط إلا بتوفيق من الله، بالإضافة لظروف المعيشة الصعبة وظروف العمل وطبيعة المجتمعات المغاربية التي تفرض على الإنسان معدلا معينا من الدراسة والعمل والمشاغل والمصاريف ربما تحبسه عن التفكير في الحج إلا بما يشبه المعجزة.
ويرى محمد بشير جابي أنه قبل ثلاثين عاما حين كان لا يزال دارسا بمعهد بالجامعة الإسلامية، وتحديدا في الثمانينات، كانت الأمور بدائية، ولم تفلت من ذاكرته صورة مأساوية ارتبطت بالحج، عندما قال: “كانت الواقعة لامرأة سقطت في الجمرات، وأنا لا أستطيع إنقاذها، فكانت دموعي تسابق نزيف دمها، كان الحجاج المتسببون في الواقعة مجموعة متماسكة يكتسحون كل من أمامهم بقوتهم، ويظنون أن هذا جهاد، فيفسدون أعمالهم من حيث لا يشعرون”.
إلى ذلك يقول مدير المركز الإسلامي في كوناكري العاصمة محمد: “يلزمنا التغيير في سلوكيات الحاج، من حيث تعريفه بالواجب وبالأهم”.
وأردف “لا يزال البعض يفهمون من استطاع إليه سبيلا أن المقصود به القوة البدنية كما يلزمنا تنشيط مبدأ فلم يرفث ولم يفسق، خصوصا أن إيذاء المسلم قد يبطل العمل من حيث لا يشعر الحاج”.

عكاظ

ندوة الحج الكبرى: التقليل من حج النافلة تخفيف على مكلفي الفريضة .. أبوسليمان: «فقه الأولويات» ليس تغييرا للتشريع

طالب بن محفوظ، سلمان السلمي، عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان، أنه لا يمكن إيجاد حل شرعي مناسب لكل مشاكل الحج، مثل مشكلة «المبيت بمنى» التي أجاز بعض العلماء المبيت خارج منى،
ودعا أبو سليمان في محاضرته في ندوة الحج الكبرى بعنوان «فقه الأولويات وأثره في حل مشاكل الحج»، إلى طرح تقويم سنوي للمناسبات الدينية،
واعتبر أبو سليمان أن «إطلاق كافة نصوص الشريعة على كافة الأزمنة من دون قيود شرعية او اجتماعية خطأ في الفهم، وكذلك في الفتيا دون اعتبار لفقه الواقع والأولويات وعلاقتها بالنصوص الأخرى للشرع الشريف المطلق منها والمقيد العام منها والخاص».
وبيّن أن «فقه الأولويات يعطي أهمية للحالة المناسبة في الظرف المناسب مقدما إياها على ما عداها من الأحكام، فليس في هذا تغيير للتشريع وإنما هو بيان للعلاقة ما بين النصوص العامة وتخصيصها بحالة طارئة، ويعود الحكم الأصلي متى ارتفعت الحالة الطارئة» مضيفا «أنه إدراك للواقع المعاش يعبر فيه عن تغيير الأحكام لمثل هذه الحالات بأنه تغيير حالة لا تغيير حكم، وهذا هو الفقه الصحيح».
وركز أبوسليمان على مشاكل متجددة عند دخول الحج كالرؤية ونقاط الزحام التي تواجه الحاج في شعيرة الحج، وخاصة عند أدائه للشعائر التالية: «الطواف، تقبيل الحجر الأسود، الملتزم للدعاء، أداء ركعتي الطواف عند مقام إبراهيم، الوقوف على جبل عرفات، المأزمان في مدخل مزدلفة، الجمرات بمنى، المبيت بمنى والافتراش بها، ذبح الهدي وفدية الأضاحي».
من جانب آخر، أوصى المشاركون في الندوة ، التي اختتمت أمس الأول، بضرورة التخفيف والتقليل من حج النافلة للإنسان نفسه أو تطوعا عن غيره، حيا كان أو ميتا، وذلك إيثارا لإخوانه، ومساعدة للمسلمين المكلفين الآخرين على أداء حج الفريضة بيسر وكمال وأمان، وأكدوا اعتمادا على القواعد والضوابط العامة للشريعة والضوابط الخاصة بتزاحم الأعمال، أن ترك التطوع بالحج أو تأخيره بنية التوسعة على هؤلاء الحجاج وتخفيف الزحام عنهم هو ــ بحد ذاته ــ قربة إلى الله تعالى، مضيفين أن فقه الأولويات فقه ثابت ومتأصل، يرتبط ارتباطا وثيقا بفقه الموازنات وفقه المقاصد الشرعية، وأن الفهم الصحيح للشريعة يستلزم معرفة فقه الأولويات وكيفية الموازنة والترجيح بين المصالح إذا تعارضت أو المفاسد إذا اجتمعت، وهو ما طبقه السلف الصالح والأئمة المجتهدون وكبار علماء الإسلام وفقهائه بكل وعي وبصيرة، في جميع أبواب الفقه الإسلامي.
ولفت المشاركون في الندوة إلى أن فقه الأولويات في الحج بخاصة قد ازدادت أهميته والحاجة إليه في الوقت الحاضر؛ نظرا للتزايد الكبير في عدد الحجاج واختلاف ثقافاتهم وتباين درجات وعيهم الديني والحضاري، ورأوا أن تطبيق فقه الأولويات من أعظم ما يسهم في تنظيم أداء شعيرة الحج وتيسير إقامتها على أحسن الوجوه، بما يحقق مقصد الشارع من تشريعها، مؤكدين على أهمية مراعاة فقه الأولويات عند الاجتهاد في مسائل الحج، ولا سيما المعاصرة منها، وضرورة أن يكون الاجتهاد فيها موافقا لقواعد الفقه وضوابطه المرعية، ومحققا للمقصود الشرعي من هذه الشعيرة العظيمة، حماية لأحكام الشريعة من العبث، ومنعا من اتخاذ فقه الأولويات ذريعة للمساس بجوهر الدين وأركانه وأحكامه القطعية الثابتة.
وشدد المشاركون في البيان الختامي للندوة على أن انضباط ميزان الأولويات في حياة المسلمين في ظروفنا الراهنة بات ضرورة شرعية وحاجة حضارية لإعادة الميزان في كل الجوانب المادية والمعنوية والفكرية والاجتماعية، نظرا لاختلال الموازين الشرعية في حياة كثير من المسلمين اليوم بين ما يقدم من الأحكام وما يؤخر، وبين المهم منها والأهم، وبين الفاضل والمفضول وبين الصالح والأصلح، وذلك تبعا لقواعد جلب المصالح ودرء المفاسد، واتباعا لمبدأ التيسير والتخفيف عن العباد الذي أمرنا بأن نسلكه في جميع تصرفاتنا التعبدية، ودعوا إلى تأصيل مفهوم الأولويات، وبيان شروطه وضوابطه وأهميته في هذا العصر الذي تكاثرت فيه الواجبات، وازدحمت فيه المسؤوليات، لنشر ثقافة فقه الأولويات بين المسلمين بعامة، لتكون عونا لهم على أداء عباداتهم وطاعاتهم بوعي وبصيرة وبأمانٍ واطمئنان.
وأوصى المشاركون جميع المؤسسات الإعلامية والأجهزة الأهلية والحكومية المعنية بالحج بأن تستثمر التقانات الحديثة في إنتاج برامج توعوية شاملة للحجاج قبل قدومهم إلى الحج، لتعريفهم بالأولويات الشرعية المتعلقة بفريضة الحج التي يجب على الحجاج معرفتها واستيعابها وتطبيقها، حسب قدراتهم وواقع حياتهم، ولتعزيز فقه الاستطاعة وفقه الأولويات في الحج في نفوس الحجاج.

عكاظ

ايقونة الرجال

أقل من مائة صفحة شكلت عملا رياديا يوثق مهجر الفلسطينيين منذ عام ١٩٦٣م، بل هي أيقونة أدبية رمزية تتوالد منها تفسيرات وتأويلات على هامش...